ربما لو قدر لنا أن ندخل إلى أفكار الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد لوجدناه يقول لنا:
أنا طفل صغير ومازلت لا أعرف الكثير عن العالم من حولي وأواجه صعوبة في فهم عالمكم الذي أحاول استكشافهبطريقة مختلفة عما تريدونني أن أفعل فليس كل ما تتوقعونه مني أنا قادر عليه بسهولة، عليكم بالصبر ومساعدتي بالطريقة التي تناسبني وليس بالطريقة التي تفضلونها أنتم.
أشعر بشكل مختلف عنكم فحواسي متحفزة أكثر منكم فالمشاهد العادية، والأصوات، والروائح، والأذواق، واللمسات التي قد لا تلاحظونها قد تكون مؤلمة بالنسبة لي بشكل استفزازي. (حديث عدة أشخاص أو بكاء طفل صغير أو صوت إحدى أدوات المطبخ أو التلفاز أو الإنارة المتلونة أو الشديدة تزعجني جداً إلى حد الانهيار، وكذلك بالنسبة للروائح فهي تستفزني جداً مثل رائحة الطعام غير الطازج والشخص الذي لم يستحم والمخللات وغيرها).
قد أبدو منطوياً أو منعزلاً أو عدائياً بالنسبة لك، لكني بالحقيقة أحاول فقط الدفاع عن نفسـي من الضوضاء والإزعاج.
أنا أفكر بطريقة جامدة لأنني أفسـر اللغة بشكل حرفي فلا أفهم الأمثال ولا الكناية ولا التورية والاستعارة اللغوية ولا التلميحات في الحديث، الكلمة لدي لها معنى جامد لا يسمح بالتأويل.
أنا لست متمرداً لكنني لا أفهم ما تريدون مني فلست أعصيكم عندما لا أستمع إلى التعليمات لكنني لا أستطيع فهمكم عندما تنادونني.
من الصعب أن أخبركم بما أحتاجه فليس لدي طريقة لفعل ذلك، فقد أكون جائعًا أو خائفًا أو مريضاً ولكني لا أستطيع التعبير عن ذلك فأصاب بالغضب والهيجان أو تكرار كلمات سمعتها دون أن أعرف معناها أو أية علامات أخرى تنبهكم لمساعدتي في الحصول على مرادي.
أنا أتعلم من الصور والمشاهدة أكثر مما أتعلم من الكلام.
ركزوا على ما يمكنني فعله وشجعوني وشجعوا الاخرين على تشجيعي فأنا أريد ان أكون معكم لكنني لا أعرف كيف أبدأ في أي نشاط اجتماعي (شجعوا الأطفال على دعوتي للعب معهم وتحملي لحين استيعابي قواعد اللعبة).
أحياناً أنهار بسبب تعرض إحدى الحواس لدي لحمل زائد، أو لأنني تجاوزت حدود قدراتي الاجتماعية (يمكنكم رصد امكانياتي ومحفزات الانهيار لدي والعمل على تداركها قبل الانهيار فذلك يؤذيني أكثر مما يؤذيكم).
أن كل ما أقوم به هو شكل من أشكال التواصل فقد تؤثر مشاكل النوم ومشاكل الجهاز الهضمي على تصرفاتي لأنني لا أستطيع إخباركم عن هذه الأشياء.
قد لا أكون جيدًا في التواصل بالعين أو المحادثة، لكنني لا أكذب، أو أغش أو أسيء للآخرين.
أنا أعتمد عليكم ويمكنني تحقيق الكثير بدعمكم وحبكم لي.